منوعات

أقوى المناظرات إلإسلاميّة

الجزء الأول من المناظرة الأولى

الجزء الأول من المناظرة الأولى

وفي اليوم المعين جلس الملك ووزيره وقواد جيشه وجلس العلماء السنة عن يمينه كما جلس علماء الشيعة عن يساره، وافتتح الوزير نظام الملك المؤتمر باسم الله الرحمن الرحيم والصلاة على محمد وآله وصحبه..
ثم قال: لا بد أن يكون الجدال نزيها، وأن يكون طلب الحق هو رائد الجميع وأن لا يذكر أحد صحابة الرسول (ص) بسب أو سوء.
قال كبير علماء السنة (وهو الملقب بالشيخ العباسي): إني لا أتمكن أن أحادث مذهبا يكفر كل الصحابة.
قال كبير علماء الشيعة (وهو الملقب بالعلوي): ومن هم الذين يكفِّرون الصحابة؟
قال العباسي: أنتم الشيعة هم أولئك الذين يكفرون كل الصحابة.
قال العلوي: هذا الكلام منك خلاف الواقع: أليس من الصحابة علي عليه السلام والعباس وسلمان وابن عباس والمقداد وأبو ذر وغيرهم، فهل نحن الشيعة نكفرهم؟
قال العباسي: إني قصدت بكل الصحابة أبا بكر وعمر وعثمان وأتباعهم.
قال العلوي: نقضت نفسك بنفسك، ألم يقرر أهل المنطق أن (الموجبة الجزئية نقيض السالبة الكلية) فإنك تقول مرة: إن الشيعة يكفرون كل الصحابة، وتقول مرة: إن الشيعة يكفرون بعض الصحابة.
وهنا أراد نظام الملك أن يتكلم لكن العالم الشيعي لم يمهله.
وقال: أيها الوزير العظيم لا يحق لأحد أن يتكلم إلا إذا عجزنا عن الجواب وإلا كان خلطا للبحث، وإخراجا للكلام عن مجراه، من دون نتيجة.
ثم قال العالم الشيعي: تبين أيها العباسي إن قولك أن الشيعة يكفرون كل الصحابة كذب صريح.
ولم يتمكن العباسي من الجواب واحمر وجهه خجلا..
ثم قال: دعنا عن هذا ولكن هل أنتم الشيعة تسبون أبا بكر وعمر وعثمان؟
قال العلوي: إن في الشيعة من يسبهم وفيهم من لا يسبهم.
قال العباسي: وأنت أيها العلوي من أي طائفة منهم؟
قال العلوي: من الذين لا يسبون ولكن رأيي أن الذين يسبون لهم منطقهم، وأن سبهم لهؤلاء الثلاثة لا يوجب شيئا، لا كفرا ولا فسقا ولا هو من الذنوب الصغيرة.
قال العباسي: أسمعت أيها الملك ماذا يقول هذا الرجل؟
قال العلوي: أيها العباسي إن توجيهك الخطاب إلى الملك مغالطة، فإن الملك أحضرنا لأجل التكلم حول الحجج والأدلة لا لأجل التحاكم إلى السلاح والقوة.
قال الملك: صحيح ما يقوله العلوي، ما هو ردك أيها العباسي؟
قال العباسي: واضح أن من يسب الصحابة كافر.
قال العلوي: واضح عندك لا عندي، ما هو الدليل على كفر من يسب الصحابة عن اجتهاد ودليل، ألا تعترف أن من يسبه الرسول يستحق السب؟
قال العباسي: أعترف.
قال العلوي: فالرسول سب أبا بكر وعمر.
قال العباسي: وأين سبهم؟ هذا كذب على رسول الله.
قال العلوي: ذكر أهل التواريخ من السنة أن الرسول هيأ جيشا بقيادة أسامة وجعل في الجيش أبا بكر وعمر.
وقال: لعن الله من تخلف عن جيش أسامة، ثم أن أبا بكر وعمر تخلفا عن جيش أسامة فشملهم لعن الرسول ومن يلعنه الرسول يحق للمسلم أن يلعنه.
وهنا أطرق العباسي برأسه ولم يقل شيئا.
فقال الملك (متوجها إلى الوزير): وهل صح ما ذكره العلوي؟
قال الوزير: ذكر أهل التواريخ ذلك
قال العلوي: وإذا كان سب الصحابة حراما وكفرا، فلماذا لا تكفرون معاوية بن أبي سفيان ولا تحكمون بفسقه وفجوره لأنه كان يسب الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام إلى أربعين سنة وقد سب الإمام إلى سبعين سنة!؟
قال الملك: اقطعوا هذا الكلام وتكلموا حول موضوع آخر.
يُتبَع..

الشيخ علي الفقيه

قال سبحانه( واذكر ربك حتى يأتيك اليقين) إن ذكر الله عز وجل لا ينحصر بجارحة اللسان بل يجب أن ينبع من صميم القلب وتترجمه الطاعة الصادقة التي تتحقق بفعل الواجب والمستحب وبترك كافة المحرمات جعلنا الله واياكم من الذاكرين العابدين الصادقين الشيخ علي فقيه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى